حتى دموعي اهديهاا اليكي...

حتى دموعي اهديهاا اليكي...

اليوم سانزف الكثير
اليوم ساكتب الكثير
ساكتب لى واكتب لكم و ارجو ان لا يخذلنى التعبير
ساكتب عن ايام مضت فى حياتى و لكنها لا زالت تمضى باناتى
سابكى هنا و انا اتذكر تلك الدموع التى ذرفتها وحدى فى ابعد ركن عن عيون اغلى الناس
دموع مرة هى التى تسبق توقعات الفراق
لن اكتب اليوم كعادتى قصيدة اتدرون لما لان القصائد لابد ان توزن
و كل الموازين لن يقف عندها عذابى الذى عانيت
لم اكن اعلم قبل اليوم ان الموت لا يمكنه ان يختطف اغلى الناس منى
اتدرون لما لانى سامضى معه نحو الموت
اعلم ان الكثيرون نعم كثيرون هم من مضت بهم اقدارهم نحو اجلهم فانتهت بهمالحياة
و لكن هل سمعتم قبل الان عن من يختار ان يمضى نحو حتفه بكل رضاه
فى تلك الايام التى مرت مضيت انا نحو موتى برضاى
و كنت اجزم ان لا امل لى بالحياة وان لا عودة لى الى الدنيا
و لكنه كان اختيارى لا الاخيرلكنه
الوحيد
حين يمد اليك احب الناس يديه لا ليهبك الحياة بل ليتوسلك ان تكون جواره فى اخر اللحظات فهذا هو الحب
حين تعتزل الدنيا وكل البشر وتحيا لاجله وتفنى هناك هذا هو العطاء
قبل اليوم لم اكن اعلم انى لا زلت استطيع ان اعطى وان احب وان اضحى
و لكنى اكتشفت ان هنالك من هم اغلى على من نفسى
حيث سيكونون ساكون وحيث سيمضون سامضى و حتى ان كانوا راحلون
كثيرون هم ممن عايشوا معى محنتى التى مررت و كثيرون هم من بلغت بهم انانيتهم ان يتخلوا حتى عن مواساتى
و الاكثر من اكتفوا ببعض مجاملات و من احبونى جدا قالوا انى جننت
فكيف تمضين نحو موتك برضاكى وتختارى دون تفكير
و ما كانوا يعلمون ان الموتالى جوار من منحوك حياتهم لاعز واغلى من الحياة هروبا وجبنا
و تركهم فى امس حاجتهم اليك وحيدين مرضى تاكلهم الحسرات
و اليوم بعد ان مرت تلك الايام الصعبة ترانى اكتب اولى سطورى لكل من ظن انه يحيا لنفسه فقط
ستكتشف يوما ما مثلما اكتشفت انا انك تستطيع ان تعطى بلا تردد
و ان كل حديثك عن مصالحك وعن حياتك وانانيتك يمكن ان يتلاشى فى لحظة حب يطلبها منك اغلى الناس
لم اكن اتصور يوما ان يحدث لى ما حدث ولم اتخيل بكل حبى لذاتى ان اضحى بلا تردد بحياتى
و لكنى لست نادمة اقسم الله انى لست نادمة على ذاك الاختيار
كنت خائفة من الموت لا انكرها ولكن برغم خوفى و دموعى مضيت بكل رضاى فى ذاك اليوم نحو المجهول
من اجل شىء اقوى من الموت واقوى من الحياة واكبر من الحب و من كل هذا الوجود
من اجلكى انتى يا حبيبتى
من اجلكى انتى يا امى فضلت الموت على الحياة وبقيت جواركى ا كفف الامى لكى لا تشعرى واضمد جراحى
وحدى قلبى تنزف جراحه بلا ضماد
احبك جدا و لو خيرت مرة اخرى ان اهبك حياتى لكى تعودى كما عدتى هذه المرة و الله فلن اتردد ان اعطيكى اياها
يكفينى انك عدتى تبتسمين وكم من ليالى تلاشت فيها ابتسامتك الغالية
لست انسى ولن انسى حين اخبرونى انها اخر ايامك فى الحياة وحين عزلوكى عن كل الناس
و حين ارتجفتى بين يداى كالاطفال من الحمى فى ليالى الالم القاسية
لن انسى حين قالوا لى ان اليقاء الى جوارك معناه الموت الاكيد و لكنى ايضا لن انسى انى عدت الى ذراعيكى لاضمك واهبكى الامل
و لةو كانت حياتى الثمن
من ذاك اليوم تعلمت انى لا زلت اعرف ان احب و لا زال قلبى كما كان يستطيع ان يهب الحياة بعد ان ظننت ان
جوانب روحى بردت فيها كل الحياة
كلماتى اكتبها لكل من يظن انه نسى غيره وعاش لذاته
ليعلم ان هنالك اوقاتا تذوب فيها الثلوج ليبزغ نور الروح ودفىء القلب ويعلمك انك لا زلت
تستطيع ان تعطى وتعطى بلا حدود